الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
22 - ذو الحجة - 1430 هـ
09 - 12 - 2009 مـ
01:19 صباحًا
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
____________



مقدار حقّ الله في الزّروع ..


بسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، والصّلاة والسّلام على خاتم الأنبياء والمُرسَلين وآله التّوابين المتطهّرين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدين ..

أخي السّائل الكريم من قومٍ عابدين ..
إنّ الفاكهة تختلف عن الحبوب، فلو كانت تُسَلَّم زكاة الفاكهة عن طريق الحاكم فلن تصل إلى الفقراء إلا وقد فسدت وانتهت، ولذلك جعل الله زكاتها مباشرةً يوم حصادها إلى الفقراء والمساكين في ذات المنطقة، وليس له عذرٌ لو أنّه اقتطف ثمرها على حين غفلةٍ منهم ولم يحضروا ولذلك لم يعطِهم شيئًا بل يُرسِل لهم نصيبًا منها إلى دارهم إن كان يخاف الله ويتذكّر ما حدث للذين قال الله عنهم:

{فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ ‎﴿٢٣﴾‏ أَن لَّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ ‎﴿٢٤﴾‏ وَغَدَوْا عَلَىٰ حَرْدٍ قَادِرِينَ ‎﴿٢٥﴾‏ فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ ‎﴿٢٦﴾‏ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ ‎﴿٢٧﴾‏ قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ ‎﴿٢٨﴾‏ قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ‎﴿٢٩﴾‏ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ ‎﴿٣٠﴾‏ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ ‎﴿٣١﴾‏ عَسَىٰ رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِّنْهَا إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا رَاغِبُونَ ‎﴿٣٢﴾‏ كَذَٰلِكَ الْعَذَابُ ۖ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ‎﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [القلم].

وإذا باع فاكهته بِثَمَن دراهمَ معدودةٍ فلا ينبغي له أن يبيع حقّ الله فيها فيُضيفه إلى بضاعته؛ بل يؤتيهم حقهّم يوم حصاده.

ولا يزال لدينا التّفصيل الكثيرعن فرض الزّكاة والنِّصاب ولكن كلّ شيء في حينه فلا أزال منتظرًا لعلماء الأمّة ومفتي الدّيار لتفصيل الرّكن الثّاني من أركان الإسلام وهو ركن الصّلاة، ومن ثمّ ننتقل إلى تفصيل ركن الزّكاة ثمّ الصّوم ثمّ الحجّ ويكتمل بيان الأركان، ولذلك لم أستطِع أن أجيبك الآن بالتّفصيل لأني إذا أجبت بالتّفصيل فسوف أضطرّ لبيان الزكاة جميعًا في كلّ شيءٍ وأفصّلها من الكتاب بإذن الله تفصيلًا، ولكنّ أكثرهم يجهلون.

وسلامٌ على المُرسَلين والحمد لله ربّ العالمين ..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
______________

[ لقراءة البيان من الموسوعة ]
https://nasser-alyamani.org/showthread.php?p=4152