بسم الله الرحمن الرحيم


اقتباس المشاركة 36842 من موضوع سلسلة حوارات الإمام في منتديات أشراف أونلاين..

- 13 -
الإمام ناصر محمد اليماني
04 - 02 - 1432 هـ
09 - 01 - 2011 مـ
05:58 صباحاً
ــــــــــــــــــــــ



ردّ الإمام إلى فضيلة الشيخ أبو فراس الزهراني ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله الطيبين وجميع المسلمين وسلم تسليماً وبعد..
يا فضيلة الشيخ أبو فراس الزهراني من جاء ليحاورني، فإنك تريد أن أثبت لك نسبي لآل البيت، ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأقول: فإذا لم يهيمن عليكم الإمام ناصر محمد اليماني بسلطان العلم المحكم من القرآن العظيم في جميع ما كنتم فيه تختلفون فقد أصبح ليس من آل البيت وليس الإمام المهديّ المنتظَر، ويا عجبي الشديد فهل تنتظرون المهديّ المنتظَر لتعبدونه من دون الله ولذلك تخشون أن تتبعوا ناصر محمد اليماني وهو ليس الإمام المهدي؟ فلنفرض أنكم استجبتم لدعوة الإمام ناصر محمد اليماني بالاحتكام إلى الله وحده ومن ثم استنبط لكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني حُكم الله بينكم فيما كنتم فيه تختلفون فوحَّد صفّكم وأعادكم إلى منهاج النبوّة الأولى على كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ التي لا تخالف لمحكم كتاب الله؛ والسؤال الذي يطرح نفسه فلو فعل ذلك الإمام ناصر محمد اليماني ونجح في توحيد أمّة الإسلام فأعاد عزّهم ومجدهم فاستقوت شوكتهم في العالمين بالحقّ فأصبحتم بنعمة الله إخواناً كونكم اتّبعتم آيات الله البيّنات في محكم كتابه، فلنفرض أنّ ناصر محمد اليماني ليس الإمام المهديّ المنتظَر فهل ترون أنكم ضللتم عن الصراط المستقيم؟ أفلا تعقلون! فهل تنتظرون المهديّ المنتظَر لتعبدوه من دون الله ولذلك تخشون من اتّباع الإمام ناصر محمد اليماني وهو ليس الإمام المهدي؟ فتعال لنحتكم إلى كتاب الله، ويا أخي الكريم فلنفرض أنّ محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليس النبيّ الذي بشّر به عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام وأنه قد افترى هذا القرآن من دون الله ونحن صدقنا واتّبعنا؛ والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل من المعقول أن يحاسبنا الله على التصديق بهذه الآيات البيّنات التي يقرها العقل والمنطق كوننا صدقنا هذا الكتاب القرآن العظيم الذي يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له ويقبله العقل والمنطق؟ فتعالوا لننظر الجواب من الله مباشرةً في محكم الكتاب وقال الله تعالى:
{
أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۖ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِّمَّا تُجْرِمُونَ ﴿٣٥} [هود].

وقال الله تعالى:
{
أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۖ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلَا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّـهِ شَيْئًا ۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ ۖ كَفَىٰ بِهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ۖ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٨} صدق الله العظيم [الأحقاف].

إذاً لن يحاسبكم على اِتّباعكم القرآن حتى ولو كان مفترًى كونكم إنما صدقتم به كونه تقبَّله العقل والمنطق فوجدتم أنه يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له فقلتم:
{
رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ۚ رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ ﴿١٩٣} صدق الله العظيم [آل عمران].

وكذلك جميع الذين اتّبعوا الأنبياء والمهدي واتَّبعوا المهديّ المنتظَر فلن يحاسب الله أتباعهم كونهم استجابوا للإيمان بالله واتبعوا البيّنات من ربّهم التي تقبلتها عقولهم حتى ولو كانت تلك الآيات البيّنات مفتريات في الكتاب فالذي سوف يحاسبه الله هو المفتري على الله بغير الحقّ كون أتباعه إنما صدقوه كونه يقول أنه أوحي إليه بذلك من ربّه فصدّقوه لأنّه يحاجّهم بآيات الكتاب البيّنات فتقبلت تلك الآيات عقولهم. ولذلك قال مؤمن آل فرعون: فلنفرض أنّ موسى عليه الصلاة والسلام كاذب فعليه كذبه كونكم اتّبعتم آيات بيّنات في نظركم بظنكم أنها من عند الله فإن يكُ كاذباً فعليه كذبه فكذلك موعظة مؤمن آل فرعون الحكيم. وقال الله تعالى:
{وَلَقَدْ أَرْ‌سَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ﴿٢٣﴾ إِلَىٰ فِرْ‌عَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُ‌ونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ‌ كَذَّابٌ ﴿٢٤﴾ فَلَمَّا جَاءَهُم بالحقّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ ۚ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِ‌ينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿٢٥﴾ وَقَالَ فِرْ‌عَوْنُ ذَرُ‌ونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَ‌بَّهُ ۖ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ‌ فِي الْأَرْ‌ضِ الْفَسَادَ ﴿٢٦﴾ وَقَالَ مُوسَىٰ إِنِّي عُذْتُ بِرَ‌بِّي وَرَ‌بِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ‌ لَّا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ ﴿٢٧﴾ وَقَالَ رَ‌جُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْ‌عَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَ‌جُلًا أَن يَقُولَ رَ‌بِّيَ اللَّـهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ من ربّكم ۖ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ ۖ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ۖ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِ‌فٌ كَذَّابٌ ﴿٢٨﴾ يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِ‌ينَ فِي الْأَرْ‌ضِ فَمَن يَنصُرُ‌نَا مِن بَأْسِ اللَّـهِ إِن جَاءَنَا ۚ قَالَ فِرْ‌عَوْنُ مَا أُرِ‌يكُمْ إِلَّا مَا أَرَ‌ىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّ‌شَادِ ﴿٢٩﴾ وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ ﴿٣٠﴾ مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ ۚ وَمَا اللَّـهُ يُرِ‌يدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ ﴿٣١﴾ وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ ﴿٣٢﴾ يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِ‌ينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّـهِ مِنْ عَاصِمٍ ۗ وَمَن يُضْلِلِ اللَّـهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴿٣٣﴾ وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شكّ مِّمَّا جَاءَكُم بِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّـهُ مِن بَعْدِهِ رَ‌سُولًا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّـهُ مَنْ هُوَ مُسْرِ‌فٌ مُّرْ‌تَابٌ ﴿٣٤﴾ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّـهِ بِغَيْرِ‌ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ ۖ كَبُرَ‌ مَقْتًا عِندَ اللَّـهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا ۚ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ‌ جَبَّارٍ‌ ﴿٣٥﴾ وَقَالَ فِرْ‌عَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْ‌حًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ ﴿٣٦﴾ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا ۚ وَكَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِفِرْ‌عَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ ۚ وَمَا كَيْدُ فِرْ‌عَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ ﴿٣٧﴾ وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّ‌شَادِ ﴿٣٨﴾ يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَـٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَ‌ةَ هِيَ دَارُ‌ الْقَرَ‌ارِ‌ ﴿٣٩﴾ مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا ۖ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ‌ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْ‌زَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ‌ حِسَابٍ ﴿٤٠﴾ وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ‌ ﴿٤١﴾ تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ‌ بِاللَّـهِ وَأُشْرِ‌كَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ‌ ﴿٤٢﴾ لَا جَرَ‌مَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَ‌ةِ وَأَنَّ مَرَ‌دَّنَا إِلَى اللَّـهِ وَأَنَّ الْمُسْرِ‌فِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ‌ ﴿٤٣﴾ فَسَتَذْكُرُ‌ونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِ‌ي إِلَى اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ بَصِيرٌ‌ بِالْعِبَادِ ﴿٤٤﴾ فَوَقَاهُ اللَّـهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُ‌وا ۖ وَحَاقَ بِآلِ فِرْ‌عَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ﴿٤٥﴾ النَّارُ‌ يُعْرَ‌ضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْ‌عَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴿٤٦﴾ وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ‌ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُ‌وا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ‌ ﴿٤٧﴾ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُ‌وا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّـهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ ﴿٤٨﴾ وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ‌ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَ‌بَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ﴿٤٩﴾ قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُ‌سُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۚ قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِ‌ينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿٥٠﴾ إِنَّا لَنَنصُرُ‌ رُ‌سُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ﴿٥١﴾ يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَ‌تُهُمْ ۖ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ‌ ﴿٥٢﴾ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَىٰ وَأَوْرَ‌ثْنَا بَنِي إِسْرَ‌ائِيلَ الْكِتَابَ ﴿٥٣﴾ هُدًى وَذِكْرَ‌ىٰ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴿٥٤﴾ فَاصْبِرْ‌ إِنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ‌ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَ‌بِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ‌ ﴿٥٥﴾ إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّـهِ بِغَيْرِ‌ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ ۙ إِن فِي صُدُورِ‌هِمْ إِلَّا كِبْرٌ‌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ ۚ فَاسْتَعِذْ بِاللَّـهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ‌ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [غافر].

وكذلك الإمام المهدي فإذا لم يصطفِه اللهُ خليفةً له فعليه كذبه ولن يحاسبكم الله أو يعذبكم شيئاً كونكم اتّبعتم دعوة الحقّ من ربّكم وخضعتم لحكمه الحقّ في محكم آيات الكتاب البيّنات، فإن كان ناصر محمد اليماني ليس من آل البيت وليس الإمام المهديّ المنتظَر فعليه كذبه، ولعنة الله على الكاذبين الذين يفترون على الله بغير الحقّ، ولم يكن الإمام ناصر محمد اليماني من الجاهلين فهو يعلم جزاء من افترى على الله كذباً وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين.

ويا فضيلة الشيخ أبو فراس ألا والله الذي لا إله غيره إن كثيراً ممن يزعمون أنهم من آل بيت محمد صلى الله عليه وآله وسلم ليس لهم أي صلة بنسب آل البيت شيئاً كون آل البيت قد ظُلموا ظلماً عظيماً واضُطهدوا في عصر الدولة الأموية والعباسيّة لدرجة أنهم فرّوا في الأرض وأخفوا نسبهم الطاهر حتى لا يقتلهم المجرمون، وكان الأب يخفي نسبه على أولاده للحفاظ عليهم من بطش الجبارين المستكبرين فضرب الله عن المسلمين الذِّكر صفحاً قدر ألف عام. تصديقاً لقول الله تعالى:
{
أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَن كُنتُمْ قَوْمًا مُّسْرِفِينَ ﴿٥} صدق الله العظيم [الزخرف].

وعلِم الله بما سوف يفعله المسلمين بآل بيت محمد صلى الله عليه وآله وسلم ولذلك قال الله تعالى:
{
لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ} صدق الله العظيم [الشورى:23].

ولكن قوماً من المسلمين خالفوا أمر ربهم وآذوا الصالحين من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم وقتلوا أبتي الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام وهم يعلمون أنه ابن فاطمة بنت محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وحاربوا ذريته، ففروا في البلاد وأخفوا نسبهم بين العباد كون المجرمون كانوا يريدون أن يبيدوا ذرية أبتي الإمام الحسين بن علي عليه الصلاة والسلام، ومن تلك الذرية كان الإمام المهديّ المنتظَر، ولكن أكثركم تجهلون.

ويا عجبي من قومٍ يتساوى لديهم الحقّ والباطل فلا فرق لديهم بين الإمام علي عليه الصلاة والسلام وبين معاوية بن أبي سفيان قائد الفئة الباغية الذين حاربوا آل بيت محمد صلى الله عليه وآله وسلم وضلّوا عن سواء السبيل فلم يجدوا من يبيّن لهم كتاب الله القرآن العظيم فكان عليهم عمًى. ولذلك تجدونهم لا يفقهونه إلا قليلاً برغم وضوحه للعالمين كون أكثر الناس للحقّ كارهون، وبعد انقضاء عمر الدولة الأموية والعباسية خفّت الحرب على آل بيت محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتمنى المسلمون أن يجدوا آل بيت محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومن ثم كان يذهب المشعوذون إلى قرى المسلمين النائية في البوادي فيسكنون لديهم ويقولون لهم أنه سيد من آل البيت فيستخدم السحر ويقول أن ذلك كرامة من الله فيصدقهم الذين لا يعلمون، ثم تكون له ذرية لا خير فيهم ويقولون أنهم من آل البيت وهم ليسوا منهم في شيء.

ويا قوم إنما الصالحون من آل محمد هم كذلك رحمةٌ للعالمين، ويا عجبي من قومٍ يريدون أن يثأروا لآل البيت اليوم من قومٍ لا ذنب لهم ولا علم لهم بما كان يصنعه آباؤهم الأولين! ألا والله لو يجد الإمام ناصر محمد اليماني ابن يزيد بن معاوية لمسح على رأسه وقال: لا تخف فإنك لمن الآمنين فلا ذنب لك بما فعل أبيك بأبي الإمام الحسين بن علي عليه الصلاة والسلام. ولما ثأرت من ابن يزيد شيئاً وأعوذُ بالله أن أكون من الظالمين، فمن متى أحلّ الله لكم قتل ابن القاتل؟ أفلا تتقون يا معشر الشيعة الاثني عشر؟ فمن يحقد منكم على مسلمٍ اليوم من ذريات القوم الأولين فإنه لمن الظالمين.

ويا معشر الشيعة والسنة ذروا الماضي السحيق بآلامه وأحزانه وهلموا إلى الإمام المهدي ناصر محمد اليماني لدواء جراح أمّة الإسلام والتأليف بين قلوبهم كون الله سوف يحاسبكم على أمّتكم التي في قرنكم وجيلكم لماذا لا تسعون بالإصلاح بينهم وتأليف قلوبهم وجمع شملهم وتوحيد صفّهم وأما الأمم الأولى فلن يحاسبكم الله بذنبهم ونكتفي بفتوى الله إليكم في محكم كتابه:
{
تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٣٤} صدق الله العظيم [البقرة].

ويا قوم والله لا أريد إلا الإصلاح ما استطعت بينكم لجمع شملكم وتوحيد أمّتكم، وأقول لكم كما قال أحد الأنبياء لقومه قال:
{
قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا ۚ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ۚ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّـهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴿٨٨} صدق الله العظيم [هود].

فلم تصدّون عن الإمام المهدي صدوداً شديداً؟ ولم يا أبا حمزة المصري وقبيله التونسي تستخدمون القرصنة لإيذاء موقع الإمام ناصر محمد اليماني الذي جعله الله عامراً بالقرآن العظيم فلم تحترموا كلام الله الذي يملأ الموقع، فمن يجركم من ربّ العالمين؟ أم إنّكم تريدون أن تطفئوا نور الله البيان الحقّ للقرآن العظيم؟ أم لأنك يا أبا حمزة قد عجزت عن حوار الإمام المهدي ناصر محمد اليماني في هذا الموقع المبارك وأفحمناك بالحقّ وتبيّن للآخرين تدليسك وكذبك على الإمام ناصر محمد اليماني ثم ما كان منك إلا أن تحاول المكر بموقعنا، فهل هذا عمل الرجال الذين آتاهم الله العلم كونك تدعي أنك من علماء السُّنة والجماعة؟ فإن كنت منهم فلا أظنهم يشجعونك على جريمتك الكبرى في العالمين بأن تمكر بموقع المهديّ المنتظَر العامر بالقرآن العظيم الذي يدعو البشر إلى عبادة الله وحده لا شريك له، فلمَ لا تستخدم علمك الإلكتروني بالمكر بالمواقع الإباحية في العالمين التي تدعو إلى الفُسق والفجور؛ إن كنت من الصادقين فلمَ تريد تدمير موقع النور؟ ويا أبا حمزة أقسم بالله العظيم إنه لطالما استأذن من الإمام المهدي علماء في القرصنة ليدمّروا موقعكم تدميراً ثم نهيناهم عن ذلك وحرَّمنا عليهم أن يدمّروا موقعاً فيه ذكر الله، فمن يجرهم من الله؟ فلسنا سفهاء في العالمين وذلك مكر دنيء وحقير يُعبّر عن صاحبه! فاتقِ الله يا أبا حمزة ولا تُجبر الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأنصاره أن يبتهلوا إلى ربّ العالمين أن يصيبك بمكروه وقبيلك إني لك نذيرٌ مبين، فلا تأمن مكر الله وإني حاجرك بربّ العالمين القادر عليك أينما تكون، ألا والله أننا قد نهينا أنصارنا أن يؤذوك وهم عليك قادرون ولكننا لا نريد علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين.

ويا فضيلة الشيخ أبو فراس الزهراني وكافة علماء الأمّة، لقد اخترنا هذا الموقع المحايد لحوار علماء الأمّة على مختلف مذاهبهم وفرقهم وأدعوهم إلى الله ليحكم بينهم فهل يرضون أن يكون الله هو الحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون في دينهم؟ فما على الإمام ناصر محمد اليماني إلا أن يستنبط لهم حكم الله بينهم فيما كانوا فيه يختلفون، تصديقاً لقول الله تعالى:
{
أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} صدق الله العظيم [الأنعام:114].

فنأتيهم بحكم الله من محكم كتابه القرآن العظيم وإنا لصادقون وإذا لم أستطع أن أُهيمن على كافة علماء المسلمين واليهود والنصارى بالقرآن العظيم فلستُ من آل بيت محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولستُ الإمام المهدي فكونوا على ذلك لمن الشاهدين يا معشر الذين لا تأخذهم العزّة بالإثم إن تبيّن لهم الحقّ من ربّهم فالحقّ أحقّ أن يتبع.

ويا فضيلة الشيخ السيد يحيي الأهدل اليماني، أهلا وسهلاً بشخصكم الكريم في هذا الموقع المبارك وجميعنا ضيوف في هذا الموقع المبارك ونحن نريد الانتقال من موضوع حوار عذاب القبر إلى نسف عقيدةٍ أُخرى ما أنزل الله بها من سلطان في محكم القرآن ونبيّن الحقّ البديل للباطل المفترى، لكننا لم نخرج بنتيجةٍ بعد في حوار عذاب القبر كونكم تعرضون عن موضوع الحوار في عذاب القبر بسبب أنكم عاجزون عن استنباط البرهان المبين من محكم القرآن العظيم، ولذلك أعلنّا بنتيجة الحوار مسبقاً من قبل الحوار أنّ الإمام ناصر محمد اليماني سوف تجدونه هو المهيمن بالحقّ، ولكني أشهدُ لله أن الهيمنة في موضوع عذاب القبر لا تكفي برهاناً أن الإمام ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر ما لم يهيمن عليكم الإمام ناصر محمد اليماني في جميع نقاط الحوار في دين الله، ولم ندعوكم إلى الكتاب لنتحاور في الأنساب فاتقوا الله يا أولي الألباب.

وأما الاسم فسبقت فتوانا بالحقّ أن الله جعل الحجّة في العلم وليس في الاسم وضربنا لكم على ذلك مثل في قول الله تعالى:
{
وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} صدق الله العظيم [الصف:6]، وأنتم تعلمون أن اسمه كان محمداً منذ أن كان في المهد صبياً - صلى الله عليه وآله الأطهار وسلم تسليماً - والناس ينادونه محمد حتى يومنا هذا لا يزال الاسم محمد هو الاسم الدائم لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإنما جعل الله الاسم أحمد مضافاً إلى اسمه الذي سُمِيّ به منذ أن كان في المهد صبياً لكي تعلموا أن الله لم يجعل الحجّة في الاسم بل جعلها في العلم ولكن أكثركم تجهلون.

وأما حديث التواطؤ فسبقت فتوانا بالحقّ فنفينا أن يكون التواطؤ هو التطابق مُطلقاً وضربنا لكم على ذلك مثلاً فقلنا فهل يصح أن نقول:
تطابق محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر عليه الصلاة والسلام على الهجرة إلى يثرب

أم أنّ الحقّ هو أن نقول:
توافق محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر عليه الصلاة والسلام على الهجرة إلى يثرب؟

أو نقول:
تواطأ محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر عليه الصلاة والسلام على الهجرة إلى يثرب؟

وتبيّن لكم أن التواطؤ لا يمكن أن يكون المقصود به التطابق مطلقاً كونكم جعلتم عقيدتكم سنة وشيعة في الاسم (محمد) بناء على الحديث الحق:
[يواطئ اسمه اسمي]، وبما أنكم تعتقدون أن التواطؤ هو التطابق فقلتم إنّ الاسم الحقّ للإمام المهدي هو (محمد) واختلفتم في اسم الأب، ولستم على شيءٍ من الحقّ في الاسم شيعةً وسنةً كون محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إنما يشير لكم إلى تواطؤ الاسم محمد في اسم الإمام المهدي ناصر محمد، أم إنكم لا تبصرون أنّ الاسم محمد يواطئ في اسم الإمام المهدي (ناصر محمد)، وجاء قدر التواطؤ للاسم محمد في اسم أبي لكي يحمل الاسم الخبر وذلك هو اسم المهديّ المنتظَر (ناصر محمد) وذلك كون المهديّ المنتظَر ناصر محمد لم يجعله الله نبياً ولا رسولاً، فكيف يقول من شهد أنه الإمام المهدي؟ فهل يصح أن يقول وأشهد أن الإمام المهدي رسول الله؟ ولكنه ليس بنبيٍّ ولا رسولٍ بل ابتعثه الله ناصراً لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولذلك فمن شهد بالحقّ في عصر بعث الإمام المهديّ المنتظَر فيقول أشهدُ أن لا إله إلا الله وأشهدُ أنّ محمداً رسول الله وأشهدُ أنّ الإمام المهدي ناصر محمد؛ صلى الله عليهم وعلى جميع المسلمين.

ويا سبحان الله يا معشر الذين يجادلون الإمام المهدي في الاسم فلو كنتم في عصر بعث محمد رسول الله لقلتم: "وكيف نصدّقك مهما تزعم أنه تَنَزَّلَ عليك من القرآن، فكيف نصدّقك واسمك منذ أن كنت في المهد صبياً (محمد) ولكن الرسول المبعوث من بعد عيسى اسمه (أحمد) فأين أحمد من محمد؟"، ثم لا يزيدكم الحقّ من ربّكم إلا كفراً كبيراً كونكم لا تحاجون بالعلم بل بالاسم وذلك مبلغكم من العلم، أفلا تعلمون أنّ للأنبياء اسمين اثنين في الكتاب؟ فهم كمثل نبي الله يعقوب، وأنتم تعلمون أنه هو ذاته (إسرائيل) عليه الصلاة والسلام وآله الأطهار، وكذلك نبي الله أحمد هو ذاته نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام وآله الأطهار، فكم وعظناكم يا قوم إنما الحجّة هي في العلم إن كنتم تعقلون. ولذلك قال الله تعالى:
{
فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّـهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴿٦١} صدق الله العظيم [آل عمران].

وقال الله تعالى:
{
إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ} صدق الله العظيم [البقرة:247].

وأما الأسماء فهي تتشابه وأما الأنساب فلا يعلمُ بحقائقها إلا الله، أفرأيتم لو أنّ المشركين أو أهل الكتاب قالوا لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لن نصدّقك حتى تثبت نسبك إلى نبي الله اسماعيل بن إبراهيم عليه الصلاة والسلام، أريتم أنه سيفعل؟ بل سوف يحاجّهم بالعلم ولكن أكثركم لا يعلمون.

وخلاصة هذا البيان يقول لكم الإمام ناصر محمد اليماني فهل ترضون يا معشر علماء المسلمين وأمّتهم أن يكون الله العلي العظيم هو الحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
{
وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴿١٠} [الشورى].

{أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} صدق الله العظيم [الأنعام:114].

فإن رضيتم أن يكون الله هو الحكم بينكم فما على الإمام ناصر محمد اليماني إلا أن يأتي لكم بحكم الله بينكم من محكم كتابه وإن أبيتم حتى أتبع رواياتكم وخزعبلاتكم المخالفة لمحكم كتاب الله فأقول لكم قول الله تعالى:
{
تِلْكَ آيَاتُ اللَّـهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّـهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٦﴾} [الجاثية].

وقال الله تعالى:
{حَتَّىٰ إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَ‌فِيهِم بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُ‌ونَ ﴿٦٤﴾ لَا تَجْأَرُ‌وا الْيَوْمَ ۖ إِنَّكُم مِّنَّا لَا تُنصَرُ‌ونَ ﴿٦٥﴾ قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ ﴿٦٦﴾ مُسْتَكْبِرِ‌ينَ بِهِ سَامِرً‌ا تَهْجُرُ‌ونَ ﴿٦٧﴾ أَفَلَمْ يَدَّبَّرُ‌وا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ ﴿٦٨﴾ أَمْ لَمْ يَعْرِ‌فُوا رَ‌سُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُ‌ونَ ﴿٦٩﴾ أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ ۚ بَلْ جَاءَهُم بالحقّ وَأَكْثَرُ‌هُمْ للحقّ كَارِ‌هُونَ ﴿٧٠﴾ وَلَوِ اتَّبَعَ الحقّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْ‌ضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِ‌هِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِ‌هِم مُّعْرِ‌ضُونَ ﴿٧١﴾ أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْ‌جًا فَخَرَ‌اجُ رَ‌بِّكَ خَيْرٌ‌ ۖ وَهُوَ خَيْرُ‌ الرَّ‌ازِقِينَ ﴿٧٢﴾ وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٧٣﴾ وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَ‌ةِ عَنِ الصِّرَ‌اطِ لَنَاكِبُونَ ﴿٧٤﴾ وَلَوْ رَ‌حِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِم مِّن ضُرٍّ‌ لَّلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿٧٥﴾ وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَ‌بِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّ‌عُونَ ﴿٧٦﴾ حَتَّىٰ إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ﴿٧٧﴾} صدق الله العظيم [المؤمنون].

ولا يزال المهديّ المنتظَر مُصّراً على الاستمرار في موضوع عذاب القبر حتى تجعلوا القبر روضةً من رياض الجنة رأي العين أو حفرةً من حُفر النيران رأي العين ولا أظنكم تستطيعون إلا أن توقدوا فيه ناراً من عند أنفسكم، أفلا تعقلون؟ أفلا تعلمون أنّ تلك العقيدة الباطلة سبب عدم دخول كثيرٍ من البشر في دين الإسلام بسبب عقيدتكم في عذاب القبر ونعيمه كونكم أفتيتم العالمين أنّ القبر يكون روضةٌ من رياض الجنة أو حفرة من حُفر النيران؟ قاتلكم الله أنّى تؤفكون؛ بل من كان في الجنة فهو فيها عند مليكٍ مقتدرٍ. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَ‌بِّهِمْ يُرْ‌زَقُونَ ﴿١٦٩﴾ فَرِ‌حِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُ‌ونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿١٧٠﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

ولم يجعل الجنة في قبورهم؛ بل هم عند ربهم فليس بينهم وبينه إلا العرش العظيم سقف جنة النعيم، فما لكم كيف تحكمون؟ فكيف تجعلون الجنة في حفرة فتمدونها مدّ البصر شرقاً وغرباً تصديقاً لحديث الشيطان الرجيم المفترى عن النبيّ أنه تعوذ من عذاب القبر من بعد فتوى علماء اليهود عن عذاب القبر كما في الرواية التالية المفتراة عن عائشة عليه الصلاة والسلام:
اقتباس المشاركة :
[أن اليهودية دخلت عليها فذكرت عذاب القبر، فقالت لها: أعاذك الله من عذاب القبر، فسألت عائشة الرسول صلى الله عليه وسلم عن عذاب القبر، فقال: نعم، عذاب القبر. قالت عائشة رضي الله عنها: فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلى إلا تعوذ من عذاب القبر]
انتهى الاقتباس
وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها، قالت:
اقتباس المشاركة :
[دخلت عليَّ عجوزان من عُجُز يهود المدينة، فقالتا: إن أهل القبور يعذبون في قبورهم، قالت: فكذبتهما، ولم أنعم أن أصدقهما، فخرجتا، ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت له: يا رسول الله إن عجوزين من عجز يهود المدينة دخلتا عليَّ، فزعمتا أن أهل القبور يعذبون في قبورهم، فقال: صدقتا، إنهم يعذبون عذاباً تسمعه البهائم " قالت: فما رأيته بعد في صلاة إلا يتعوذ من عذاب القبر]
انتهى الاقتباس
انتهت الرواية المُفتراة بالباطل

وكذلك الافتراء أن أصحاب الجنة إنما يكونوا في قبورهم جنة فيأتوا بالدليل المفترى عن النبيّ كذباً بما يلي:
اقتباس المشاركة :
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [المؤمن في قبره في روضة خضراء ويرحب قبره سبعون ذراعا وينور له كالقمر ليلة البدر.....]. رواه ابن حبان في صحيحه
انتهى الاقتباس
ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد المعتقدين بعذاب القبر فيقول بل أنا سوف أقيم عليك الحجّة من كتاب الله وسنة رسوله الحقّ فآتيك بالبرهان المبين على إثبات عذاب القبر من كتاب الله وسنة رسوله الحقّ بقوله تعالى:
اقتباس المشاركة :
(ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى) طه 124، فقد فسرها أيضا النبيّ الكريم بأنها عذاب القبر فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبيّ – صلى الله عليه وسلم – قال" فإن له معيشة ضنكا، عذاب القبر " رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط مسلم
انتهى الاقتباس
ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: قال الله تعالى: {
وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا} صدق الله العظيم [طه:124]، وتجدون البيان في قول الله تعالى: {وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} صدق الله العظيم [الأنعام:125].

فذلك هو الضنك المقصود وهو ضيق في الصدر كون صدره ليس منشرحاً بذكر الله فتجدونه في ضنكٍ وضيقٍ حرجاً كأنما يصعد في السماء، وأنتم تعلمون أنّ الذي يصعد في السماء يقل عليه الأكسجين شيئاً فشيئاً حتى إذا خرج من الغلاف الجوي للأرض يختنق بسبب انعدام الأكسجين، ولكن أكثركم يجهلون!

ويا قوم ليس الإمام المهدي من الطوائف الملحدة والزنادقة والجهمية والمعتزلة وغيرهم من الذين ينكرون العذاب من بعد الموت مباشرةً ويقروه يوم القيامة؛ بل نقرّه ونشهد به من بعد الموت مباشرةً ونقرّه كذلك يوم القيامة، ونستنبط برهان العذاب من بعد الموت مباشرةً من محكم القرآن أن النفس تكون في نعيم أو في جحيم في نفس اليوم التي يتوفّاها الله فيه. تصديقاً لقول الله تعالى:
{
وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:93].

ولكن العذاب يكون في نار جهنم في ذات جهنم. وقال الله تعالى:
{الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ ۖ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ ۚ بَلَىٰ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٢٨﴾ فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِ‌ينَ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [النحل]، فلمَ تُكابرون يا حبيبي في الله فضيلة الشيخ أبا فراس الزهراني؟

وأما بالنسبة لحجتك أنّ الإمام المهدي لا يحفظ القرآن ثم أقول لك: وهل تراني أحاجّكم من التوراة والإنجيل يا رجل؟ فلا تكن من الجاهلين..

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني .
_______________

اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..