كَفاكُم افتراءً واجْتِراءً على اللهِ
[SIZE=5][COLOR="#006400"]على ماذا تُقسِمُ بأغْلَظِ الأيْمانِ يا يَمانيُّ وتُوَرِّطُ أتباعَك لِيُقْسِموا زُورَاً وبُهتاناً على شيءٍ لا يعلَمونه ولا يملِكونه ؟ أَلَم تَقْرَأُوا قوْلَ اللهِ :[COLOR="#FF0000"] { وَلاَ تَجْعَلُواْ اللَّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } [/COLOR] ؟ ، هذا بينكم وبيْن الناسِ فمَا بالُكم بِرَبِّ الناسِ مَلِكِ الناسِ إله الناس ؟! تُقْسِمون على أنكم ستُعْلِنون الإضراب العام عن دخولِ الجنّة حتى يَرضَى اللهُ[COLOR="#FF0000"] ( في نَفْسِه ) ؟![/COLOR] وكيف عرَفْتُم أنكم من أهلِ الجنّةِ أَصْلاً حتى ترفُضُوا دُخولَها ؟! تُوبُوا إلى اللهِ متاباً قبل أنْ يُدرِكَكُم الموتُ فتكونوا من أهلِ النارِ جزاءً وِفاقاً على هذا التّحرِيف والتّخرِيفِ في دِينِ الله ، أسأَلُ اللهَ لي ولكم الهدايةَ
********************************
هل قال ربُّنا اللهُ جلَّ وعلا : [COLOR="#FF0000"]( رَضِيَ اللهُ عنهم في نَفْسِه ورَضُوا عنه في أَنْفُسِهِم)[/COLOR] ؟ أم قال اللهُ تعالى : [COLOR="#FF0000"]{ قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }[/COLOR]، وقال تعالى :[COLOR="#FF0000"] { وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } [/COLOR]، وقال تعالى : [COLOR="#FF0000"]{ جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ }
[/COLOR]
وهل قال اللهُ تعالى :[COLOR="#FF0000"] ( لقد رَضِيَ الله في نفْسِه عن المؤمنين إذْ يُبايِعونك تحتَ الشجَرةِ ) [/COLOR]؟ أمْ أنّ الله تعالى يقول :[COLOR="#FF0000"] { لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا }[/COLOR]
والأمثلةُ القرآنية عن[COLOR="#FF0000"] { رَضِيَ – يَرْضى } [/COLOR]بالفعْليْن الماضي والمُضارعِ كثيرةُ فاستخْرِجوها من كتابِ اللهِ تعالى لِتَتَأكّدوا بأَعيُنِكم مما أقولُ ، ثم نأتي إلى بيْتِ القصيد وهومصْدَرٌ من مصادِرِ هذين الفعلين : الرضوان ، هذا المصدَرُ القُرآنيُّ الذي نسجْتُم حوْلَه بيْتَ العنكبوتِ من خَيَالِكم الخصْبِ فَحَرَّفتُم كلامَ اللهِ عن مَوَاضِعِه ونسَبْتُم ذلك إلى اللهِ بوَحْي التفهيم ! :-
فهل قال اللهُ تعالى :[COLOR="#FF0000"] ( ورِضْوانٌ من اللهِ في نَفْسِه أكبرُ ) [/COLOR]؟! أمْ أنَّ اللهَ تعالى يقولُ :[COLOR="#FF0000"] { وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }[/COLOR] ومِثلُ ذلك قولُه تعالى [COLOR="#FF0000"]: { قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}[/COLOR]
[U]فلا يَجوزُ لِكائنٍ مَن كانَ أن يقولَ على اللهِ مالم يَقُلْه اللهُ ورسولُه صلى اللهُ عليه وسلّم ، ولا أنْ يَنْسبَ إلى الله مالمْ يَنسبْهُ اللهُ إلى ذاتِه العَليَّة فأنتم بذلك تختَرِعُون لأنفُسِكم دِيناً جديداً وتُعَلِّمون اللهَ بدِينِكم الجديد ما لم يعلم ! سبحانَه وتعالى عن ذلك عُلُوَّاً كبيرا [/U]
ولابدَّ أن نلْتَفِتَ وننتَبِهَ إلى كلمةِ[COLOR="#FF0000"][U] {مِنْ}[/U][/COLOR] في قولِه تعالى[COLOR="#FF0000"] { وَرِضْوَانٌ[U] مِّنَ [/U]اللَّهِ }[/COLOR] فالرضوانُ صادرٌ من الله ابتِداءً وانتِهاءً ، فالرضوانُ سابقٌ في علْمِ اللهِ الأَزَلِيِّ الكاشِفِ أن هؤلاء العِبادَ مُستَحِقُّون لهذا الرضوان مِنْ قبْلِ أنْ يُخلقَ العِبادُ ، فهذا هو الرضوانُ ابتداءً من الله ، أما الرضوانُ انتهاءً من اللهِ فيوْمَ يُحِلُّ هذا الرضوانَ على عبادِه في الجنَّة ، فيقولُ اللهُ لعباده كما في الحديثِ القدسيِّ المُتَّفَقِ عليْه :[COLOR="#0000CD"] { اليومَ أُحِلُّ عليكم رِضواني فلا أسْخَطُ عليكم أبدا}[/COLOR] ، وهذا هونعيمُ الرضوان أيْ نعيمُ رضوانِ اللهِ على عبادِه في الجنّة الذي هو أكبرُ من كلِّ نعيمٍ سواه بدليلِ أن اللهَ تعالى ذكّرَ قبله مباشرةً نعيمَ الجنَّة ،[U] فيَا أتباعَ ناصر اليمانيَّ : لا تقولوا على اللهِ مالم يَقُلْه اللهُ ورسولُه صلى اللهُ عليه وسلم[/U] [COLOR="#FF0000"]،{ قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ }[/COLOR] ، كُفُّوا – هداكم اللهُ – عن هذه البِدْعة السيِّئة التي ابتدَعَها لكم اليماني : اللهُ يرضَى في نفسِه ويحزَنُ في نفسِه ويتحسَّرُ في نفسِه ويَغضَبُ في نفسِه ويفرحُ في نفسه !! ، خُذُوا العِلْمَ عن نبيِّكم صلى اللهُ عليه وسلّم وعن العُلماءِ وَرَثَةِ الأنبياء ، ،[COLOR="#800080"] أمّا إمامُكم فأقولُ له[/COLOR] :[U] كُفَّ عن اختراعاتِك الشخصيةِ في دين الله ، فقد قلْتَ أن رضوانَ اللهِ على عباده أكبرُ من كلِّ نعيمٍ سِواهُ فقُلنا لك : نعم وعلى العيْنِ والرأسِ ، أما أن تقول : فنحنُ نعبُدُ رِضوانَ اللهِ في ذاتِه ، نقولُ لك : قِفْ ، فنحنُ نعبدُ اللهَ بذاتِه العليّة وبأسمائه الحُسْنى وصفاتِه المُثْلَى التي قالَها اللهُ ورسُولُه صلى اللهُ عليه وسلّم دون أن نَزيدَ عليها حرفاً واحداً ودون أن نتفَلْسَفَ في هذه القضيّةِ بالذات فنحنُ نتكلَّمُ عن اللهِ جلَّ وعَلا وليس عن واحدٍ من أصحابنا الذين يُجالِسُونَنا على المَقَاهي والكافيهات ، مالذي دَهَاكُم يا قوم ؟ [COLOR="#FF0000"]{ مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا } [/COLOR]؟![/U]
ونحنُ جميعاً نعلمُ أنّ اللهَ كَمَا أنه يَرضى فهو أيضاً يغْضَبُ ويَفْرَحُ فهل نقولُ أننا نعبُدُ غضَبَ الله أو نعبُدُ فَرَحَ الله ؟ ثم أرَاكَ تقفزُ من ذلك إلى اختراعِ اسمٍ للهِ من بَناتِ أفكارِك وتتهمُ جميعَ الأنبياء والمُرسلين بأنهم كانوا مجموعةً من الجهَلَة لم يعرِفوا هذا الإسم ولوْ عرَفوه ما دعى نبيٌّ منهم على قومِه !! عمَّن تتحدثُ يا رجل ؟ واللهِ لقد تجاوَزْتَ جميعَ الخُطوطِ بجميعِ ألوانِها ، كُفَّ عن هذا يا يَمانيُّ واكْتَفِ بالنقلِ عن القرآنيين أو عن المعتزلة أو حتى عن الهندوس ، ونحن راضُون يا أخي بالنقلِ من علومِ الآخَرين ، ولكن أَقْلِعْ عن مُخترَعاتِك الشخصية في دينِ اللهِ وابحثْ لكَ عن هوايةٍ أخرى تستَهلِكُ فيها طاقَتَك وتُحَقِّقُ بها طُمُوحاتِك في الزعامة والثَّراء !! وأَعلَمُ مُقَدَّماً أنكَ لنْ تتراجعَ فقد تجاوزْتَ نُقطةَ الَّلاعوْدة !!
************************************
[COLOR="#FF0000"]قضية جديدة مُهْداةٌ إلى اليمانيِّ وأتباعِه المسَاكين :
[/COLOR]
أَوْحَشَتْنا حسَناتُكم فاشْتَقْنا إليها ، وأمامَكم الآن أيامٌ قليلة ويبدأُ رمضان ، فهيَّا اجتهدوا في شتيمتنا وسبِّنا ولَعْنِنا حتى تَفرُغوا منها قبل رمضان ، فإن أبيْتُم إلا وَصْلَ رمضان بِشعبانَ في الاجتهاد فهذا شأنُكم ، ولا أدري واللهِ هل يصحُّ لكم صوْمٌ أو صلاةٌ بعد شهادات الزُّورِ والبُهتان ؟ إنني فقط أتَساءَلُ ولا أُفْتِي فَمرْجِعُنا جميعاً إلى الله و إليْهِ يرجعُ الأمرُ كلُّه ، عُموماً خُذُوا هذه القضية كيْ تُفرِغوا فيها طاقاتكم ويزْدادَ بها رَصيدُ سيِّئاتِكم :
وحتى لا يظنَّ أحدٌ أننا نفتري الكذِبَ على إمامِكُم فهذا نصُّ كلامِه أولاً ثم نُعَقِّبُ :
[COLOR="#0000FF"]
((((( أصحاب الكهف ثلاثة وإنا لصادقون..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمد رسول الله وآله وجميع الأنبياء والمُرسلين وآلهم الطيبين الطاهرين، السلام علينا وعلى جميع عباد الله الصالحين في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، ثم أما بعد..
وياجميع الأولياء المُكرمين وياجميع المُسلمين مابالي أراكم تجادلوني في عدد أصحاب الكهف مُخالفين الأمر من الله العزيز الحكيم في قوله تعالى:
{ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ۗ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا } صدق الله العظيم [الكهف:22].
وياقوم إني لا أقول لكم غير الحق وأعلم كم الرقم عُصبة في القرآن العظيم في قوله تعالى: { إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ ۖ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ } صدق الله العظيم [القصص:76].
فتعالوا لأعلمكم كم رقم العصبة العددي في القُرآن العظيم إنهم (عشرة) وكيف علمت بأن العُصبة يرمز لعشرة إني لم أقل ذلك بالظن بل بحثت في القرآن فوجدت بأن العُصبة هم عشرة أشخاص والدليل من القرآن تجدوه في قصة يوسف عليه الصلاة والسلام في قوله تعالى: { إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَىٰ أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (8) } صدق الله العظيم [يوسف].
بمعنى أنهم عشرة على أم ويوسف وأخاه على أم ولكن يوسف وأخاه أحب إلى يعقوب من العصبة وكذلك في قولهم: { قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَّخَاسِرُونَ (14) } صدق الله العظيم [يوسف].
إذاً العصبة هم عشرة..
ثم نأتي لقوله تعالى عما قليل فكم هو رقم القليل في قوله تعالى: { قَالَ رَبِّ انصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ ﴿39﴾ قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَّيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ ﴿40﴾ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ } صدق الله العظيم [المؤمنون].
ومن ثم وجدت بأن الرمز قليل يرمز لرقم ثلاثة وقال الله تعالى: { فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَٰلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ (65) } صدق الله العظيم [هود]
الإمام ناصر محمد اليماني. ))))) [COLOR="#B22222"]انتهى الاقتباسُ من كلامِ اليَمانيِّ بِنَصِّه [/COLOR].[/COLOR]
*** نحن أمام قضيتيْن :[COLOR="#FF0000"] (العُصبة و قليل)[/COLOR] ، ولْنبدَأ بالأخيرةِ منهما فهي أصلُ الموضوع الذي يحملُ البيانُ عنوانَه : [COLOR="#FF0000"][U](أصحابُ الكهفِ ثلاثةٌ وإنَّا لَصادقون )[/U][/COLOR]
وكانَ بِوُدِّي أن نستَدْعِيَ تلميذاً في المدرسة الإبتدائية لنجعَلَه حكَماً بيني وبين ناصرِ اليماني في هذه القضية البسيطة جداً ، ولن أرضَى بأتْباعِ اليمانيِّ حُكاماً بعد أيْمانِهم المُغَلَّظةِ في شهادات الزُّوُرِ المُسَجَّلةِ عليهم التي استدرَجَهم إليها إمامُهم ، والسؤالُ المطروحُ على التلميذ الصغيرِ هو : ماذا فهِمتَ أيها التلميذُ من قوْلِ اللهِ تعالى عن عِدَةِ أصحابِ الكهف [COLOR="#FF0000"]: { مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ }[/COLOR] ؟ سيُجيبُ التلميذُ على الفوْرِ قائلاً : فَهِمتُ أنَّ الذين يعلمون عددَ أصحاب الكهف هم قليلُ !! وصدَقَ التلميذُ فهذه قضية بديهيّةٌ بسيطةٌ وواضحة ، فالمُستَثْنَوْنَ ب[COLOR="#FF0000"] ( إلَّا ) [/COLOR]الذين وصفَهم اللهُ بأنهم [COLOR="#FF0000"]{ قليلٌ }[/COLOR] هم العالِمون بعِدَّة أصحاب الكهف وليس أصحابَ الكهفِ أنفُسَهم ، ولذا يقولُ حَبْرُ هذه الأُمَّة عبدُ اللهِ ابنُ عبّاسٍ – رضِيَ اللهُ عنهما – في هذه الآية يقولُ [COLOR="#FF0000"]: { أنا مِنْ ذلكَ القليل ، عِدَّتُهُم سَبْعَةٌ وثامِنُهم كَلْبُهُم }[/COLOR]!! انتبهو لقوْلِه : أنا من ذلك القليل ، فالقضيّةُ لا صلةَ لها البتَّةَ بالعَدَد الذي استنتجه اليمانيُّ من آياتٍ أُخرى لِمعنى كلمة { قليل } وأنها تعني[COLOR="#FF0000"] { ثلاثة } [/COLOR]!! لا يُضايِقُني في اليمانيِّ عدمُ علْمِه وفهْمِه للقرآن فهذا أمرٌ يُمكنُ تَبريرُه ولكنَّ الذي يُثيرُ ثائرَتي عليه هما أمران : أولهما اجتراؤه على الفتوى في كتابِ اللهِ بغيْرِعلمٍ ويَنْسبُ ذلك كلَّه إلى الله بِوحْي التفهيم !! ، والأمر الآخَرُ هو ثقَتُه التامةُ واطمئنانُه أنه يُخاطِبُ مجموعة من الجَهَلةِ فلا تهتزُّ له شَعْرةٌ واحدةٌ وهو يُخاطِبُهم !!
ولكنْ بعيداً عن قضيةِ عِدَّةِ أصحاب الكهف التي أقحَمَها اليمانيُّ في الآية دونَ مُبرر فهل يجوز لأحَدٍ أن يأخذَ معنىً مُعيّناً لكلمةٍ في القرآن ثم يُعَمِّمُ هذا المعنى على جميع مواضِعِ تلك الكلمةِ في القرآن ؟ طبعاً لا يجوز ، فإذا كانت المُهلة التي حدَّدها نبي اللهِ صالِحٌ عليه السلام لِقومِه هي ثلاثة أيامٍ فهل معنى ذلك أن كلمة[COLOR="#FF0000"] { قليل } [/COLOR]تعني دائماً العدد ثلاثة ؟ فلْنَرجِعْ إذاً إلى كتابَ الله نَستَفتِيه :
[COLOR="#FF0000"]{ وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ } ،[/COLOR] فهل تعني : ما فعَلُوهُ إلا ثلاثةٌ منهم ؟ !!
[COLOR="#FF0000"]{ وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ }[/COLOR] ، فهل كانوا ثلاثة ؟ !!
[COLOR="#FF0000"]{ وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ }[/COLOR] ، فهل هم ثلاثة ؟!!
[COLOR="#FF0000"]{ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ (14 }[/COLOR] ، فهل هم ثلاثةٌ فقط من الآخِرِين ؟!!
[COLOR="#FF0000"]{ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا } [/COLOR]، فهل تعْني : لاتّبَعْتُم الشيطانَ إلا ثلاثةً منكم ؟!!
[COLOR="#FF0000"]{ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ } ،[/COLOR] فهل هم ثلاثةٌ فقط ؟!!
[U]والأمثلةُ القرآنيّةُ غيرُ ذلك كثيرةٌ جداً يا يمانيُّ فلا تُفْتِ في كتابِ الله بغيْرِ عِلم ، وأين هي بسطةُ العِلْم التي جعَلْتَها – أنتَ بنَفسِك – الحَكَمَ والفيصلَ بيننا وبينك؟!
[/U]
[COLOR="#FF0000"]*** قضيّةُ العُصبة :[/COLOR] هي ذاتُها قضيّة[COLOR="#FF0000"] { قليل }[/COLOR] ، أيْ الخَطَأُ بتعميم معنىً معيَّنٍ في موضِعٍ مُعيَّن لكلمةٍ بعيْنِها على جميعِ مواضِعِ الكلمةِ في كاملِ مساحةِ النصِّ القرآنيِّ ، فإذا كانت العُصبةُ تعني عشرةَ أفرادٍ في قولِه تعالى { وَنَحْنُ عُصْبَةٌ } ، على لِسانِ إخوةِ يوسفَ من أبيه وعددهم عشرةٌ بالفعل ، وليس هذا تفسيرَ واجتهادَ ناصر اليمانيِّ كما يُرَوِّجُ لذلك بين أتباعِه بل هو قوْلُ مُقاتِل والكلبيِّ في تفسيريْهما وعنهما نقلَ اليمانيُّ !! فهل معنى ذلك أن كلمةَ { عُصْبَة } تعني دائما عشرةَ أفراد ؟ بالقطع : لا ، فهل هم عشرةٌ في قولِه تعالى { إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُو بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ} ؟ في مُصحَفِ أمِّ المؤمنين السيدة حفْصَةَ رضِيَ اللهُ عنها :[COLOR="#FF0000"] ((إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُو بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ أربَعَةٌ مِّنكُمْ ))[/COLOR] وهي قراءةٌ تفسيريَّةٌ وليست قراءةً نَصِّيّةً حدَّدت عددَ الذين شاركوا في قضيَّة الإِفْك بأنهم أربعَةٌ، واللغَويون قالوا : العُصْبَةُ من ثلاثة إلى عشرة ، وزاد المُفَسِّرون فقال بعضهم إلى عشرين وقالَ آخَرون إلى أربعين فرداً وقال آخَرون : دون عددٍ ، والأَصْلُ أن كلمةَ [COLOR="#FF0000"]( العُصْبَة ) [/COLOR]لا تُشيرُ إلى عدد بل تُعطي معنىً ووَصْفَاً مُعيَّناً وهم الجماعةُ الذين يتعصَّبون لبعضِهم البعض سواءٌ في الخير أو في الشر ، والعُصبَةُ والعِصابَةُ معناهما واحدٌ ، ومِن ذلكَ دُعاءُ النبيِّ صلى اللهُ عليه وسلم يومَ بدرٍ واستغاثَتُه بربِّه قائلاً [COLOR="#FF0000"]{ اللَّهُمَّ إِنْ تَهْلَكَ هَذِهِ الْعِصَابَةُ فَلَنْ تُعْبَدَ فِي الأَرْضِ }[/COLOR] وهو يقصِدُ عصابَةَ المُسلمين ، وقبلَ أن يعتَرِضَ جَهُولٌ على كلامِ النبيِّ صلى اللهُ عليه وسلم أقولُ له : أَمْسِكْ عليْكَ لِسانَك ، فدُعاءُ النبيِّ صلى اللهُ عليه وسلم هو من ذاتِ البابِ لقوْلِ اللهِ تعالى على لِسانِ نبيِّ اللهِ نوحٍ عليه السلامٌ :[COLOR="#FF0000"] { إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا }[/COLOR] صدقَ اللهُ العظيم
********************************
هيَّا إلى العمل يا أتباعَ اليماني أنتم وإمامُكم ، اشحَذوا ألْسِنتَكم الحِدادَ فاسْلُقونا بها ، كما هيَ سُنّتُكم ، ولقد قلْتُ لكم قبل ذلك :[U] [COLOR="#FF0000"](سامَحَكم اللهُ )[/COLOR][/U]، ولكني بعد أن رأيْتُ جانباً من شتائِمِكُم لنا أقول : لا سامَحَكُم اللهُ ولن أُسامِحَكم ، وواللهِ لأستوقِفَنَّكم واحداً واحداً من رِقابِكم أمامَ اللهِ فآخُذَ منكم حَقّي فقد أقمْتُ عليكمُ الحُجّةَ مرّاتٍ عديدة ، وأردْتُ لكم الخيرَ والإحسانَ فكافأتُمونا بالشرِّ والإساءة !!
[COLOR="#FF0000"]ملاحظة :[/COLOR] هذا الموضوع والموضوعُ السابقُ بعنوان[COLOR="#FF0000"][U] (( إلى مَنْ ننسبُ أخطاءَ إمامِكم المهْديّ )) [/U][/COLOR]وما كتبناه من ردود على ذلك الموضوع المذكور ، هو حُجَّةٌ عليكم جميعاً أمامَ الله ، أَلا هلْ بَلَّغتُ ؟ اللهمَّ فاشْهَدْ[/COLOR][/SIZE]